هناء المديرة
عدد المساهمات : 172 نقاط : 423 التقييم : 5 تاريخ التسجيل : 08/04/2009 العمر : 41
| موضوع: من شعراء الأندلس إبن حزم الأندلسي الجمعة 01 مايو 2009, 5:29 am | |
| من شعراء الأندلس إبن حزم الأندلسي
هو على بن أحمد بن حزم , جده يزيد من فارس ولد في قرطبة سنة 384هـ , ونشأ في بيت ثراء وغنى , وكان يقول : إن اكثر مطالعاته كانت على منابر من ذهب وفضة . كان شاعراً وأديباً يتميز بحاضرة تجعله يرتجل الشعر , وكثيرا من شعره يعبر عما كان حوله وما يحيط به ويعانيه الناس , ويعبر عن نظرته إلى الدنيا وتقلباتها . كان إبن حزم الأندلسي عالماً , سبر الناس وخبرتهم , عرف الناس وهو في أوج الثراء في حياته الأولى في بيت ابيه , ثم عرفهم وزيراً , ثم زهد في الدنيا وتركها لأصحابها , وعكف على التصنيف والعلم , وقد بلغت مصنفاته أربع مائة مجلد في 80 ألف ورقة . من أهم مصنفاته :
في الملل والأهواء والنحل . جمهرة أنساب العرب طوق الحمامة في الألفة والآلآف .
توفي إبن حزم في عام 456 هـ بعد حياة زاخرة بالعلم والاجتهاد .
مقطع نصي من ( طوق الحمامة في الألفة والآلآف )
علامات الحب : لإبن حزم للحب علامات يقفوها الفطن ويهتدي إليها الذكي فأولها إدمان النظر , والعين باب النفس الشارع , وهي المنقبة عن سرائرها , والعبرة لضمائرها , المعربة عن بواطنها , فترى الناظر لا يطرف ينتقل بتنقل المحبوب , وينزوي بإنزوائه , ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس .. وفي ذلك اقول شعراً :
فليس لعيني عند غيرك موقف ++++* كأنك ما يحكون من حجر البهت اصرفها حيث انصرفت وكيفما ++++* تقلبت كلامنعوت في النحو والنعت ومنها الإقبال بالحديث فما يكاد يقبل على سوى محبوبه ولو تعمد ذلك , وإن التكلف ليستبين لمن يرمقه فيه الانصات لحديثه إذا حدث , واستغرب كا مايأتي به ولو أنه عين المحال وخرق العادات , وتصديقه وإن كذب , وموافقته وإن ظلم , والشهادة له وإن جار واتباعه كيف سلك واي وجه من وجوه القول تناول . ومنها الاسراع بالسير نحو المكان الذي يكون فيه , والتعمد للقعود بقربه والدنو منه , واطراح الاشغال الموجبه للزوال عنه والزهد فيها , والرغبة منها , والاستهانة بكل خطب جليل داع إلى مفارقته , والتباطؤ في المشي عند القيام منه . وفي ذلك اقول شعراً : وإذا قمت عنك لم امشيء إلا ++++* مشيء عان يقاد نحو الفناء في مجيئي إليك أحتث كالبد ++++* ر إذا كان قاطعا للسمـــــــاء وقيامي إن قمت كالأنجم العا++++* ليه الثابـــــــتات في الإبطاء ومنها بهت يقع , وروعة تبدو على المحب عند رؤية من يحب فجأة , وطلوعة بغته , ومنها اضطراب يبدو على المحب عند رؤية من يشبه محبوبة , أو عند سماع اسمه فجأة .. وفي ذلك اقول قطعة منها :
إذا ما رأت عيناي لابس حمرة ٍ ++++* تقطع قلبي حسرة وتفطرا غدا لدماء الناس بالحظ سافكا ً ++++* وضرج منها ثوبه فتعفرا ومنها ان يجود المرء ببذل كل ما كان يقدر عليها مما كان ممتنعاً به قبل ذلك , كأنه هو الموهوب له والمسعى في حظه , كل ذلك ليبدي محاسنه , ويرغب في نفسه , فكم بخيل جاد , وقطوب تطلق , وجبان تشجع , وغليظ الطبع تطرب , وجاهل تأدب , وتفل تزين , وفقير تجمل , وذي سن تفتى , وناسك تفتك , ومصون تبذل . وهذه العلامات تكون قبل استعار نار الحب وتأجج حريقه , وتوقد شعلته , واستطاره لهبه , فأما إذا تمكن واخذ مأخذه , فحينئذ ترى الحديث اسراراً والإعراض عن كل ما حضر إلا عن المحبوب جهاراً . | |
|