هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عائلي قائم في كل أقسامه على منهج اهل السنة والجماعة.
 
أحدث الصورالرئيسيةالتسجيلدخول

 

 فان جوخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هناء
المديرة
المديرة
هناء


عدد المساهمات : 172
نقاط : 423
التقييم : 5
تاريخ التسجيل : 08/04/2009
العمر : 41

فان جوخ Empty
مُساهمةموضوع: فان جوخ   فان جوخ Emptyالسبت 02 مايو 2009, 5:02 am

فان جوخ :
ولد فان جوخ في بلدة زوندبت بهولندا سنة 1853 م , وهو ابن قسيس بروتستاني طيب القلب ورث عنه أفراد الأسرة الطيبة والتدين , كان وهو غلام صغير يميل الى العزلة ويتجول وحيدا في الحقول وعلى ضفاف الأنهار يتأمل جمال الطبيعة في حب وصفاء نفسي . وعندما بلغ السادسة عشر من عمره انقطع عن الانتظام في الدراسة واعتمد على نفسة في الإطلاع والقراءة وتعلم اللغات . تعلم في هذه السن المبكرة اللغتين الفرنسية والإنجليزية الى جانب لغته الهولندية .
ورحل الى لاهاي بهولندا و اشتغل في فرع مؤسسة جوبيل , وهي مؤسسة فنية كبرى مقرها الرئيسي في باريس وتتعامل في بيع اللوحات الفنية . فاطلع فيها على آيات الفن الرفيع لكبار الفنانين العالمين , فاتسعت مداركه وتفهم ما في اللوحات من إبداع و ما لها من قيمة .
وعندما بلغ العشرين من عمره نقل الى فرع المؤسسة في لندن, فبهرته أناقة الشبان وسحرته رفاهية الأسر التي عايشها , وحدث أن وقع في حب جارته ارسيولا, وعندما كاشفها بحبه ورغبته في زواجها منه سخرت منه وصفقت الباب في وجهه فكانت صدمة قاسية عصفت بآماله وأصابته بنوع من الهوس فراح يهذي وينصح الناس في الشوارع بالعفة والفضيلة . وبلغ أمره أصحاب المؤسسة فنقلوه من لاهاي الى باريس عله يسلو عن حبه , ولكن حاله تفاقمت وكان دائم العبوس في وجه عملاء المؤسسة و صبر عليه أصحابها وشعر بما يضمرونه من الاستغناء عنه فقدم استقالته ثم جرب أنواع مختلفة من العمل فلم ينجح في أي منها .
وقد سبق أن جوخ عصره , ورقت مشاعره لدرجه الحساسية المرهفة و فصار سريع الانفعال شديد العناد – ولو انه كان في ذات الوقت ذا قلب متوقد يزخر بالحيوية والعواطف الجياشة – ولازمه الإخفاق في حياته و فكما اخفق في الحب اخفق في أن يكون داعية من دعاة الدين و واخفق في أن يتجرد من متاع الدنيا ويهب نفسه للفقراء والمساكين , فقرر أخيرا أن يطلق العنان لعاطفته القوية ويعود للفن بلوحاته يودعها آلامه وأحزانه .
وقد قسا عليه الفن فاعتصر قواه وملك عليه أمره حتى أودى به الى التعاسة ثم الى ما يقرب من الجنون . وأصبح في نظر الناس غريب الأطوار فأطلقوا وراءه الصبية يطاردونه في كل مكان بهتافاتهم العابثة : المجنون ..المجنون .
وقسم النقاد اعمل فان جوخ الى ست فترات منها الفترة الهولندية "6-1885 م" ثم فترة باريس "8- 1886 م" وكان رسمه فيها انطباعيا وإنتاجه غزيرا , ثم فترة آلي وتظهر فيها ألون أزهى وفي أثنائها تأثر بالفنان بول جوجان رائد الوحشية "راجع مقال أهم المدارس الفنية بقلم أم محمد" ,ثم فترة سان ريمي "90- 1889 م", ثم فترة أوفيرس 1890 م وتكشف صورة خلالها عن اختلال قواه العقلية .
وتطوع فان جوخ ليعمل دون اجر لخدمة الأحياء الفقيرة .. فكان يجمع الناس حوله ويحدثهم عن الفلسفة و الدين والجنة والنار بلغة فرنسية ركيكة و فينفضون من حوله ويبتسمون في سخرية و ولم يعد الناس يطيقونه فعاد الى هولندا , وهناك اقنع والده بالحاقة بمعهد ديني يتعلم فيه اللاهوت والعقائد الكنسية و فقبل والده على مضض , وكان على فان جوخ أن يمضي سبع سنوات في دراسة اللغتين الإغريقية واللاتينية وفلسفات العصر الوسيط وغير ذلك من العلوم و عكف على الدراسة ليل نهار . وما هي إلا ستة شهور حتى أفاق من شروده وسأل نفسه ماذا تفيد الدراسات العقيمة في إغاثة المحرومين والفقراء والمساكين ؟ هل توزع عليهم اللاهوت والفلسفة أو اللغة الإغريقية؟؟ .
انه كان يريد العيش مع الفقراء يقاسى ما يعانونه من حرمان فنزل الى المدينة في أمستردام ,,
سافر فان جوخ الى فرنسا يبحث عن الشمس وضوءها الساطع وجلس في الهواء يرسم الفلاحين وأبدع لوحة حقل القمح الأصفر و والمقهى في الليل , والحصاد في الريف . ولوحات أخرى كثيرة .
وكان يرسم في أحيان على أرصفة الميناء أو على شاطئ نهر الرون , ويقال إن لوحته" القوارب على شاطئ سان ماري" تعد من أكثر أعماله روعه .
وفي فترة حياته في أرلس رسم لوحته المشهورة الآرلسية تظهر فيها مدام جينيو وهي سيدة من عامة الشعب .ولما كان في آرليس زاره الفنان جوجان وقررا أن يسكنا معا في منزل واحد و ولكنهما لم يلبثا أن تشاجرا مشاجرة عنيفة , وكان عليهما أن ينفصلا بعد أن ضرب فان جوخ زميله جوجان ضربا مبرحا , وبلغ به الأمر أن قطع جزء من أذنه .
ومهما يكن من شيء فقد بلغ هياج جوخ العنيف أقصاه , فكان من الضروري أن يودع في مستشفى الأمراض العقلية , ومع ذلك كان قادرا على الرسم و وخلال السنتين الأخيرتين من حياته رسم مناظر ليليه : أشجار الزيتون , كنيسة أوفرس , وليلة ذات نجوم .
وفي إحدى الحانات التي اعتاد فان أن يجلس فيها تعرف على غانية هناك وكلما تقرب منها زادت تدللا و نظرت الى أذنيه الطويلتين وسألته عابثة :هل تستطيع أن تعطيني إحدى أذنيك " فاطرق حاسرا ولما عاد الى المنزل قطع أذنه ولفها بعناية وأعطاها صبيا ليهديها لغانيته المدللة , وحمل الى المستشفى وعندما تماثل للشفاء وغادر المستشفى كان الصبية يسخرون منه بقولهم :اعطنا أذنك الثانية يا مجنون " . وجن جنون الرجل فعاد الى المستشفى وانكب على رسم لوحاته بعصبية ويستنزف ما بقي من قواه ونفسيته المحطمة .
وفي ليلة من ليالي سهر يولية سنة 1890 م خرج الى الحقول , وصوب فوهة مسدسه الى قلبة وأطلق الرصاص لتنتهي حياته ويستريح من عناء الصراع والقلق والشقاء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://success0way.own0.com
 
فان جوخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتديات العامة :: أخبار عامة ومحلية-
انتقل الى: